نحو قيادةٍ رقميةٍ في مدرسة المستقبل

 


التقنية والتعليم في السعودية... نحو قيادةٍ رقميةٍ في مدرسة المستقبل

في ظل تسارع التطورات العالمية، اختارت المملكة العربية السعودية طريقًا واضحًا نحو مستقبل تعليمي متكامل يجمع بين التقنية والمعرفة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. هذا المقال يسلّط الضوء على الإنجازات الرقمية للإطار التعليمي، ويُبرز التحديات والآفاق القادمة.


منصة "مدرستي": إنجاز عالمي ورائدة نحو التعليم الرقمي

في إنجاز مميز، فازت منصة "مدرستي" بالجائزة الكبرى في منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS 2025 عن فئة التعليم الإلكتروني، تقديرًا لأدائها المتميز في تطوير بيئة تعليمية رقمية تخدم أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة، وأكثر من 500 ألف معلم ومعلمة في مختلف مناطق المملكة

كما توقّع المستخدمون ملايين الزيارات عبر المنصة منذ انطلاق العام الدراسي؛ إذ سجّلت أكثر من نصف مليار زيارة من قبل الطلاب والمعلمين، إلى جانب تقديم أكثر من 89 مليون درس افتراضي خلال الفصل الدراسي الأول حتى الأسبوع السابع عشر


التقنية في الفصل: أدوات وتطوير

اعتمدت وزارة التعليم السعودية تقنية متقدمة داخل الفصول الدراسية، منها شاشات تفاعلية وأجهزة لوحية، بالإضافة إلى استثمار الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الطلاب وتقديم دعم تعليمي مخصص. وبرزت تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزّز في المختبرات العلمية، مما جعل تجربة التعليم أكثر حيوية وجذبًا للطلاب.

وفي خطوة توجيهية، أصدرت الوزارة دليلًا إرشاديًا متكاملًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم العام، بالتعاون مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، لضمان الاستخدام الأخلاقي والفعّال لهذه التكنولوجيا الجديدة .


مشاريع بنية تحتية وقفزات إستراتيجية

في إطار دعم التعليم الحضوري والتقني، نفذت وزارة التعليم 75 مشروعًا تربويًا ومعماريًا بقيمة تصل إلى 245 مليون دولار (920 مليون ريال)، إضافة إلى صيانة وإعادة تأهيل أكثر من 15،000 مبنى مدرسي و884،000 وحدة تكييف، وترميم أكثر من 1،400 مبنى تعليمي .

كما أُطلق مشروع "المدارس المركزية"، وهو نموذج تعليمي هجين يدمج التعليم الحضوري بالتزامن مع التعليم الرقمي، عبر بث الدروس من مدارس مركزية إلى مدارس فرعية موزعة، لتمكين الوصول إلى تعليم نوعي في المناطق النائية .


رقمياً … مستقبلًا وأداءً

  • عدد المستخدمين: أكثر من 6 ملايين طالب و500 ألف معلم عبر منصة مدرستي .
  • محتوى تعليمي: آلاف الدروس الافتراضية وملايين الزيارات والواجبات والاختبارات .
  • تحول بنكي وتقني: مشروع المدارس المركزية والمستوى الواسع للاستعدادات التقنية والمعمارية.

تصريحات من واقع الميدان

يقول الدكتور محمد الغامدي – خبير تقنيات التعليم:
"التعليم في السعودية أصبح أكثر مرونة وفاعلية بفضل التقنية. لم يعد الطالب متلقيًا فقط، بل أصبح مشاركًا في بناء المعرفة عبر أدوات رقمية حديثة."

وتقول الأستاذة نورة الحربي – معلمة تقنية المعلومات:
"استخدام الواقع الافتراضي في شرح الدروس العلمية جعل الطلاب يعيشون التجربة وكأنهم في مختبر حقيقي، وهذا يزيد من دافعية التعلم ويجعل المعلومة أكثر رسوخًا."

ويؤكد المهندس عبدالإله العتيبي – مختص الابتكار التربوي:
"نحن نتحرك نحو نموذج جديد للتعليم، حيث لن يكون الطالب مقيدًا بالزمان أو المكان، بل سيصبح التعليم أكثر تخصيصًا وارتباطًا بمهارات المستقبل."


نحو مستقبل رقمي متكامل

تتجه المملكة بثبات نحو مدرسة المستقبل، التي تجمع بين البيئة الرقمية والواقعية، وتوظف أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز والروبوتات. هذا التوجه لا يسعى فقط إلى تحسين ظروف التعليم؛ بل إلى تخريج أجيال منافسة عالميًا، وجاهزة لمواجهة تحديات المستقبل بثقة.


خاتمة
لقد أثبتت السعودية أن الاستثمار في التعليم الرقمي هو استثمار في المستقبل. مع استمرار التطبيقات التقنية وتوسّع البنية التحتية، تتجه المملكة نحو أن تكون نموذجًا عالميًا للتعليم الحديث، والعامل التقني في خدمة الإنسان والنهضة الوطنية.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال