شهدت محافظة بورسعيد شمال مصر واقعة مأساوية أدمت القلوب، حيث لقي مسن يبلغ من العمر 75 عاماً حتفه، إثر تعرضه لهجوم وحشي من مجموعة من الكلاب الضالة خلال عودته إلى منزله.
وكشفت التحقيقات الرسمية أن الضحية ويدعى محمود عباس محمد عثمان جاويش، كان في طريق عودته إلى منزله حاملاً معه كيساً يحتوي على لحوم اشتراها، ما جذب قطيعاً من الكلاب الضالة التي شنت هجوماً مباغتاً عليه، أدت لتمزيق ملابسه وإصابته بجروح غائرة وبالغة في يديه وقدميه.
فيما أثارت الواقعة المؤلمة تساؤلات ملحة حول مدى خطورة الكلاب الضالة على حياة المواطنين، وهل يمكن أن يكون العقر سبباً مباشراً وفورياً للوفاة في بعض الحالات؟
الخوف والصدمة أو التسمم
من جانبه، أوضح الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب، في تصريحات خاصة للعربية.نت/الحدث.نت، أن الوفاة بعد عضة الكلب قد تعود لعدة أسباب، بينها الخوف الشديد أو الصدمة النفسية، والتسمم، لكنها ليست الأسباب الوحيدة.
وأضاف أن الخوف المفاجئ أو الصدمة النفسية، لا سيما لدى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، يمكن أن يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل "الأدرينالين" بكميات كبيرة ومفاجئة، ما يتسبب في اضطراب وظائف القلب والأوعية الدموية، وقد ينتهي الأمر بعدم انتظام ضربات القلب أو ارتفاع حاد في ضغط الدم.
المسن المصري القتيل
كما أشار إلى أن هذه التغيرات الجسدية قد تكون سبباً مباشراً في حدوث نوبة قلبية أو سكتة قلبية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من مرض قلبي غير مشخص مسبقاً، وهي حالة تُعرف بـ "الصدمة العصبية" أو" النوبة القلبية " الناجمة عن الإجهاد الشديد.
"كلب مسعور"
في حين أكد الدكتور محمد الرفاعي، استشاري الحميات، أن الوفاة الناتجة عن عضة كلب ضال "مسعور" لا تحدث عادة وقت الإصابة مباشرة، بل قد تستغرق فترة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر، اعتماداً على سرعة انتشار الفيروس في الجهاز العصبي. وأوضح أن المريض تظهر عليه أعراض السعار قبل الوفاة، ما يجعل التدخل المبكر حاسما. وأشار إلى وجود بروتوكولات واضحة تتطلب توجه المصاب فوراً إلى أقرب مركز صحي لتطهير الجرح بدقة ثم الحصول على المصل الوقائي، وهو عبارة عن سلسلة من الحقن تصل إلى أربعة أمبولات، مؤكداً أن الالتزام بهذه الإجراءات يرفع فرص النجاة بشكل كبير.
بدورها، حذرت الدكتورة سارة عطاالله، رئيس المركز العلمي بالنقابة العامة للأطباء البيطريين بمصر، من أن عقر الكلاب الضالة يمثل خطراً داهماً لنقل الأمراض المشتركة، وعلى رأسها "السعار"، وهو مرض قاتل بنسبة 100% في حال ظهور أعراضه على الإنسان دون علاج استباقي.
كلب (تعبيرية- آيستوك)
كما شددت عطاالله في تصريحات للعربية.نت/الحدث.نت على ضرورة التوجه للمستشفى فوراً عند التعرض لأي خدش أو عقر، موضحة أن صعوبة التفرقة بين الكلب المصاب والسليم تجعل الحذر واجباً، مطالبة المواطنين، وخاصة الأطفال، بتجنب الاحتكاك بالكلاب الضالة أو استفزازها. وختمت تحذيراتها قائلة إن مرض السعار لا يقتصر على الكلاب فقط، بل قد ينتقل عبر القطط، والخفافيش، والأبقار المصابة، والذئاب، مما يستوجب التعامل مع أية إصابة من هذه الحيوانات بجدية تامة والتوجه الفوري لتلقي المصل الوقائي دون أي تهاون.