يزيد الراجحي: من مالٍ وشغف السرعة إلى أسطورة الرالي

 


يزيد الراجحي… من قاعات المال إلى ميادين السرعة


في عالمٍ قلّ أن يجتمع فيه ذكاء المال وشغف المغامرة، يبرز اسم يزيد بن محمد الراجحي بوصفه نموذجًا فريدًا لرجل الأعمال الذي لم يكتفِ بمناصب النجاح التجاري، بل اقتحم ميادين السرعة والراليات ليصبح أحد أبرز الأبطال السعوديين والعرب على الإطلاق.

البدايات والتكوين

وُلد يزيد الراجحي في 30 سبتمبر 1981م بمدينة الرياض، ونشأ في كنف عائلة الراجحي، إحدى أكبر العائلات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي. نشأ منذ صغره على قيم الجدّ والانضباط والمسؤولية، فشبّ محبًّا للعمل والطموح والتميز.

بدأ مسيرته المهنية مبكرًا عندما عيّنه والده في عام 1998 مراقبًا لمكتب الأملاك الخاصة بالعائلة، ثم تدرج في المناصب حتى أصبح مديرًا عامًا لإدارة الأملاك في مناطق المملكة كافة. ومن هناك اكتسب خبرة إدارية واستثمارية واسعة جعلته من الوجوه الشابة البارزة في قطاع الأعمال السعودي.

رجل أعمال برؤية وطنية

لم يكن يزيد الراجحي مجرد وريث لاسم عريق، بل صنع لنفسه بصمة مميزة في عالم الأعمال. قاد مشروعات استثمارية متنوعة في مجالات العقارات والتمويل والتجارة، وكان دائم السعي لتطوير منظومة العمل في الشركات العائلية.
يؤمن الراجحي أن المال وسيلة للإنجاز لا غاية بحد ذاته، لذلك دعم العديد من المبادرات الوطنية والاجتماعية، وأسهم في تمكين الشباب السعودي وتشجيع روح الريادة والابتكار فيهم.

التحول نحو رياضة الراليات

على الرغم من انشغاله بعالم الإدارة، ظل في قلب يزيد شغفٌ لا يخبو: عشق السيارات والسرعة. فحوّل هذا الشغف إلى إنجاز عندما أسس فريق يزيد للسباقات عام 2007، ليبدأ رحلة مليئة بالتحدي والمجد.
شارك في بطولات الشرق الأوسط للراليات، ثم في بطولات العالم WRC2، وتدرج في بطولات الراليات الصحراوية حتى أصبح أحد أبطال رالي داكار العالمي.
وقد حقق الراجحي عدداً من الألقاب المشرّفة على المستويين الإقليمي والدولي، كان آخرها تتويجه في رالي داكار 2025، ليكتب اسم المملكة بأحرف من ذهب في أصعب سباقات العالم.

روح التحدي والإصرار

ما يميز يزيد الراجحي ليس فقط فوزه بالمراكز الأولى، بل إصراره العجيب على العودة بعد كل عثرة. واجه الحوادث والعقبات والمخاطر في أصعب الطرق الصحراوية، لكنه كان دائم الابتسامة، مؤمنًا أن "الفشل محطة عابرة نحو القمة".
يقول الراجحي في أحد لقاءاته:

   “ لا شيء يوازي شعورك وأنت ترفع علم وطنك في نهاية سباقٍ شاقٍّ… فذلك هو النصر الحقيقي.”

السفير الرياضي للمملكة

بفضل حضوره العالمي، أصبح يزيد الراجحي سفيرًا غير رسمي للمملكة في المحافل الرياضية الدولية، يرفع اسمها ويعكس صورة الشباب السعودي الطموح، القادر على المنافسة والإنجاز. كما دعم عددًا من المبادرات الخيرية والإنسانية، وحمل ألقابًا رمزية كسفير للنوايا الحسنة.

خاتمة

إن قصة يزيد الراجحي ليست حكاية نجاحٍ في مضمارٍ واحد، بل ملحمة طموح جمعت بين ذكاء الإدارة وشجاعة المغامرة. من مكاتب الأعمال إلى كثبان الصحراء، أثبت أن النجاح الحقيقي لا يعرف حدودًا، وأن الإرادة تصنع المستحيل.
في كل سباقٍ يخوضه، وفي كل إنجازٍ يحققه، يُثبت يزيد الراجحي أن الشباب السعودي قادر على أن يجمع بين التفوق المهني والبطولة الرياضية بروحٍ واحدة: روح الوطن. 🇸🇦🏁


أحدث أقدم

نموذج الاتصال