شهدت السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في التعليم عن بُعد، بوصفه وسيلة حديثة وفرصة لتطوير العملية التعليمية في المملكة. ورغم ما يقدّمه هذا النمط من مزايا تقنية ومعرفية، إلا أن الواقع كشف عن تحديات حقيقية أثّرت على مستوى كثير من الطلاب، خصوصًا في البيئات التي تعاني من قلة الإمكانات وضعف المتابعة الأسرية.
هذا المقال يناقش بوضوح وبأسلوب توعوي أهم الإشكالات التي ظهرت، ويقدّم رؤية لمعالجتها بما يحافظ على جودة التعليم ومستقبل أبنائنا.
✅ أولاً: التعليم عن بعد… تجربة مفصلية لكنها غير متوازنة
✅ ثانيًا: تدني مستوى الطلاب… قراءة في الأسباب
تراجع مستوى التحصيل الدراسي لدى العديد من الطلاب يعود إلى مجموعة من العوامل المرتبطة مباشرة بالعملية الرقمية، من أهمها:
1. ضعف الجاهزية التقنية
عدم توفر أجهزة مناسبة لدى كل الطلاب.ضعف شبكة الإنترنت في بعض المدن والقرى.
مشاركة أكثر من طالب جهازًا واحدًا داخل الأسرة.
2. غياب البيئة الدراسية
المنزل ليس دائمًا بيئة تعليمية مثالية؛ فالتشتيت، وضيق المكان، وكثرة الإزعاج، جميعها تقلل القدرة على التركيز.
3. سطحية التفاعل
الطالب قد يحضر الدرس رقميًا دون تفاعل حقيقي، مما يضعف الفهم ويجعل التعلم شكليًا.
4. الاعتماد على الغياب الرقمي
بعض الطلاب يدخلون المنصة دون متابعة، أو يتهربون من المهام لغياب الرقابة المباشرة.
✅ ثالثًا: قلة الإمكانات… مشكلة تؤثر على العدالة التعليمية
التعليم عن بُعد كشف الفروقات بين الأسر:
- أسر استطاعت توفير أجهزة وأماكن مناسبة.
- وأسر لم تستطع إلا توفير الحد الأدنى، أو لا تملك أي إمكانيات رقمية.
هذا التفاوت أدّى إلى اختلال العدالة التعليمية، فالمحتوى نفسه يصل للطلاب، لكن الفرصة ليست متكافئة، مما أدى مباشرة إلى تدني مستوى الفهم والتحصيل لدى فئة كبيرة من الطلاب.
✅ رابعًا: المتابعة الأسرية… العامل الأكثر تأثيرًا
لوحظ أن الطلاب الذين يمتلكون متابعة أسرية مستمرة يتميزون بوضوح حتى ضمن التعليم عن بُعد، بينما تدهور مستوى طلاب آخرين بسبب:
- انشغال الأهل.
- عدم معرفة الأسرة بكيفية التعامل مع المنصة.
- غياب الرقابة الفعلية على حضور الطالب وإنجاز مهامه.
ومهما بلغت جودة المنصات والوسائل الرقمية، يبقى دور الأسرة حاسمًا في توجيه الطالب وتحفيزه ومساعدته على تنظيم يومه.
✅ خامسًا: النتائج الميدانية… مخرجات غير مرضية
تراجعت المهارات الأساسية لدى بعض الطلاب بشكل واضح:
- ضعف القراءة والكتابة في الصفوف المبكرة.
- ضعف مهارات الرياضيات بسبب قلة التطبيق العملي.
- تراجع مهارات التركيز والانضباط.
- اعتماد أكبر على المعلّم بدلاً من التعلم الذاتي.
وهذه المخرجات تستدعي إعادة تقييم شاملة لطريقة الاستفادة من التعليم الرقمي دون التضحية بجودة التعلم.
✅ سادسًا: كيف يمكن معالجة هذه الإشكالات؟
1. توفير إمكانات تقنية عادلة
مثل دعم الأجهزة للطلاب المحتاجين، وتحسين البنية التحتية للإنترنت.
2. تدريب الأسر
عبر برامج قصيرة تساعد ولي الأمر على متابعة منصة الطفل وطرق دعم التعلم.
3. دمج التعليم الحضوري والرقمي
لتقليل الفجوة، خصوصًا في المواد الأساسية كاللغة العربية والرياضيات.
4. تعزيز التفاعل داخل المنصة
باستخدام الألعاب التعليمية، المسابقات اليومية، الأسئلة المباشرة.
5. متابعة تربوية وتقويم مستمر
تقييم أسبوعي دقيق يساعد على اكتشاف المشكلة مبكرًا قبل أن تتفاقم.
✅ الخلاصة

